طبيعة الإنسان والمجتمع تحدّث ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع عن الإنسان بأنه كائن اجتماعيّ بطبيعته، فالحياة الاجتماعيّة تقوم على التفاعل الإنساني بين الأفراد، ويتمثل هذه التفاعل بتعاون أفراد هذا المجتمع بين بعضهم لتحقيق الأمن الخارجيّ والتعايش الآمن، وتحقيق الطمأنينة والراحة للحصول على لقمة العيش، وبالتالي تظهر الحاجة لتكوين نظام اجتماعيّ يقوم على ضبط علاقات واتصالات الناس فيما بينهم، مما تنتج عنها سلوكيات اجتماعيّة تفاعليّة مختلفة تختلف وتتباين باختلاف طبيعة البنية الاجتماعيّة، ومن هنا كانت الضرورة لأن يتفرّع علم الاجتماع كعلم مستقلّ من علوم النفس المختلفة.[١] تعريف علم النفس الاجتماعي من المعروف أنّ علم النفس الاجتماعي من فروع علم النفس العام، وفي نهاية العشرينيات من القرن العشرين تبلور ظهور الكثير من التعاريف الإجرائية له، واختلفت هذه التعاريف باختلاف الاتجاه الذي كان يُدرس من خلاله، فمنها ما كان يدرس ويركّز على الجماعة أكثر من الفرد، ومنها ما اشتغل بدراسة الفرد دون إهمال الجماعة، ومنها ما عالج السلوك التفاعلي للجماعة بشكل عام، ومن أبرز هذه التعاريف ما يلي:[٢] هو العلم الذي يعالج ويدرس السلوك العام للجماعة والتفاعل المتبادل بين الفرد والجماعة. وكان تعريف بويينج لعلم النفس الاجتماعي: دراسة تفاعلات الأفراد مع البيئة وفهم الآثار الإيجابيّة والسلبيّة الناتجة عن هذا التفاعل على الفرد واتجاهاته. وعرفه العالم مصطفى فهمي على أنّه العلم الذي يدرس سلوكيات واستجابات وتفاعلات الفرد أثناء تواصله مع الجماعة. وعرفه كريتش وكريتشفيلد على أنّه هو العلم الذي يهتم بدراسة سلوكيات الفرد واستجاباته ضمن جماعة معيّنة. هو دراسة الخصائص النفسيّة للجماعات، والأنماط السلوكيّة التفاعليّة الاجتماعيّة التي تربط الفئات المجتمعيّة المختلفة، كدراسة العلاقة بين الآباء والأبناء داخل الأسرة. هو دراسة الأنماط السلوكيّة للأفراد والجماعات وتفاعلها أثناء الأحداث والمواقف الاجتماعيّة المختلفة، بالإضافة إلى أشكال هذه الاستجابات والآثار المترتبة المتوقع حدوثها. مصادر علم النفس الاجتماعي تعود أساسات علم النفس الاجتماعي وأبحاثه ودراساته إلى عدة مصادر منها:[٣] علم النفس: يُعتبر علم النفس المرجع الأساسيّ لعلم النفس الاجتماعي في دراسة الآثار المترتبة على كافة الدوافع النفسيّة والاتجاهات التي قد يظهر تأثيرها في السلوك الاجتماعي ككل، مثل دراسة روح المنافسة والتعاون كسلوكَين اجتماعيَّين، وأثرهما في إنتاج الأفراد في بيئة معينة، أو مدى خضوع سلوكيات الفرد واستجاباته لعادات وقوانين المجتمع. علم الاجتماع والاقتصاد والسياسة: يبرز الدور المهمّ لعلم الاجتماع في توجيه العلماء والباحثين في علم النفس الاجتماعي إلى أهميّة دراسة سيكلوجيات وأنماط الجماعات الصغيرة، وقضايا الرأي العام، وغيرها من الأمور المهمة، كما تبرز أهميّة علم الاقتصاد والسياسة في أنّ علم النفس الاجتماعي يعالج ويحلل المؤشرات السلوكيّة الاجتماعيّة في المواقف المختلفة؛ كأنماط واستجابات قابلة للتحليل والدراسة والمعالجة، مثلاً الأنماط العامة للفرد والمجتمع في مواقف البيع والشراء، أو أثناء قيام الانتخابات والحركات الانتخابيّة، بالإضافة إلى الخصائص التي تميّز بعض الجماعات الكبرى، ووضع الناس ضمن تصنيفات معيّنة. موضوعات علم النفس الاجتماعي يعالج علم النفس الاجتماعي الكثير من الموضوعات والقضايا، منها:[٢] طبيعة العلاقات بين الأفراد ضمن جماعة معيّنة، وتوزيع الأدوار بين أعضاء المجموعة، وإعطاء المهام للأشخاص المناسبين لطبيعة المهمة، بالإضافة إلى آليّة عمليّة اتخاذ القرار والقيادة والزعامة وما يترتب عليها. دراسة السلوكيات السوية والشاذة للجماعة ككل، أو الأفراد ضمن جماعة معيّنة. دراسة الاتجاهات والقيم ومدى فاعيليتها، وتأثيرها في السلوك الإنساني. تحليل وقياس آراء واتجاهات وميول الرأي العام، والدراية بالعوامل المؤثرة فيه سلباً وإيجاباً، بالإضافة إلى فهم الطبيعة البشريّة وكيفيّة تأثُّرها وتأثيرها بالجماعة والبيئة المحيطة. علم النفس الاجتماعي والفلسفة ظهر علم النفس الاجتماعيّ كجزء من الفلسفة الاجتماعية التي كان محورها الأساسيّ هو الطبيعة البشريّة، ومن أبرز هذه الفلسفات تفسيرات أفلاطون وأرسطو للطبيعة البشرية، حيث كان يرى أفلاطون أنّ السلوك الإنساني هو نتيجة للتفاعل مع مثيرات المجتمع الخارجيّ باختلاف أنواعها وطرقها وشدّتها، فاستجابات الفرد وسلوكه ترتكز في تكوينها وغاياتها على المجتمع، كما ذكر أفلاطون أنّ المؤسسات التعليميّة والاجتماعيّة قادرة على تغيير الطبيعة البشريّة. أما أرسطو فقد كان يُرجع تفسير السلوك الإنسانيّ إلى الوراثة والأبحاث البيولوجيّة، أي أنّ الفرد تسيطر عليه في كافة أنماطه وتفاعلاته المختلفة الاستجابات البيولوجيّة للمثيرات المتعدّدة، أي أن الجماعة عند أرسطو تخضع للسلوك الفرديّ، وبالتالي فإنه من الصعب جداً إحداث التغييرات في المجتمع، أو الطبيعة الفرديّة والمجتمعيّة.[٤] أهمية علم النفس الاجتماعي بما أنّ علم النفس الاجتماعيّ يدرس سلوك الأفراد والجماعات، فإن كل من يتعامل ويتواصل مع الفئات المجتمعيّة المختلفة هو بحاجة لهذا العلم؛ لفهم وإرشاد الأفراد ودراسة الاستجابات المختلفة داخل الجماعة، فمثلاً يحتاج المعلم في صفّه لتحليل شخصيات الطلبة وترابطهم وفهم لعلاقات فيما بينهم، والاستراتيجيات التي تلائم أنماطم وآليات اقناعهم بفكرة معينة، بالإضافة إلى التشاركيّة فيما بينهم والتعاون والتنافس والسلوكيات المبنيّة على وجودهم ضمن المجموعة، كما يحتاجه الأخصائيّون الاجتماعيّون لفهم فلسفة المجتمع، وأسرار تركيبته، ونسبيّة ظهور الظواهر وغيابها، وربطها بالسلوكات المجتمعيّة، كما أنّ الفرد في حياته اليومية الخاصة يحتاج لعلم النفس الاجتماعي ليتمكن من تفسير سلوكه الذاتيّ، وسلوك من حوله بشكل سليم، وفهم التفاعل والتناغم الذي يدور بين الفرد وبين الآخرين، وبالتالي فهم الكينونة الاجتماعيّة والثقافيّة التي تُحدّد بدورها الأنماط السلوكيّة المتوقعة في المواقف الاجتماعية المختلفة، بالإضافة إلى أنّ هذا العلم يمنح الفرد القدرة على التفريق بين الناس، وإمكانيّة تقبل فئة معيّنة والابتعاد عن فئة أخرى.[٥] المراجع ↑ "ابن خلدون"، الموسوعة العربية، اطّلع عليه بتاريخ 21-4-2017. ^ أ ب "كل شيء عن علم النفس الاجتماعي"، ssainas، اطّلع عليه بتاريخ 22-4-2017. ↑ فؤاد السيد، سعد عبد الرحمن، علم النفس الاجتماعي رؤية معاصرة، صفحة 16-17. ↑ فؤاد السيد، سعد عبد الرحمن، علم النفس الاجتماعي رؤية معاصرة، صفحة 22-23. ↑ فؤاد السيد، سعد عبد الرحمن، علم النفس الاجتماعي رؤية معاصرة، صفحة 18.
علم النفس الاجتماعي يعرف باللغة الإنجليزية بمصطلح (Social psychology)، وهو عبارةٌ عن نوعٍ من أنواع العلوم التي تهتم بدراسة سلوك الأفراد، والجماعات في المجتمعات، ومعرفة طبيعة تأثر الأفراد بالعوامل الاجتماعية المحيطة بهم، وتحديد الطرق التي يتم الاعتماد عليها في التعامل مع هذه العوامل بأسلوبٍ صحيح، ويعرف علم النفس الاجتماعي أيضاً بأنّه العلم الذي يهتم بدراسة الخصائص النفسيّة للأفراد الذين يعيشون ضمن جماعات من أجل التعرّف على الأنماط، والوسائل التي يعتمدون عليها في التفاعل بينهم، وكيفيّة تأثير هذا التفاعل على شخصياتهم الفردية. تاريخ علم النفس الاجتماعي تعود الدراسات الأولى حول علم النفس الاجتماعي إلى العالم العربي المسلم الفارابي، والذي اهتم بوضع منهجٍ علميٍ حول تأثير الحالة الاجتماعيّة على الأفراد، ومن ثم في القرن الثامن عشر للميلاد اهتم العديد من علماء النفس بدراسة تأثير العوامل النفسية المحيطة بالإنسان على تصرفاته الاجتماعية، ومن أهم هذه العوامل: القلق، والخوف. في الربع الأول من القرن العشرين للميلاد بدأ مجموعةٌ من العلماء، والباحثين في أمريكا بدراسةِ كافّة الأبحاث، والدراسات التي تمّ تأليفها حول علم النفس الاجتماعيّ، والذي ربط مع مدرسة التحليل النفسيّ من أجل التعرّف على طبيعة سلوك الإنسان أثناء تأثّرهِ بأحد العوامل الاجتماعيّة، وفي الفترة الزمنية ما بين عامي 1980م و1990م ظهرت العديد من النظريات التي اهتمّت بدراسة علم النفس الاجتماعي، والظواهر المرتبطة به، ليصبح علم النفس الاجتماعي من أقسام علم النفس التي تُدرّسُ في العديد من الجامعات في العالم. أهداف علم النفس الاجتماعي يهدف علم النفس الاجتماعيّ إلى تحقيق مجموعةٍ من الأهداف، ومنها: دراسة العمليات، والوظائف الذهنيّة الخاصّة بالإنسان، مثل: التفكير، والقدرة على الحفظ (الذاكرة). التعرّف على تأثير المتغيّرات الطبيعيّة، وغير الطبيعيّة على الحالة الصحيّة، والنفسيّة للإنسان، مثل: التأثر بحالةِ الطقس. تحليل السلوك الاجتماعي الخاصّ بالأفراد عن طريق دراسة البيئة المحيطة بهم. دراسات علم النفس الاجتماعي يهتم علم النفس الاجتماعي بوضع دراساتٍ حول العديد من الأشياء المرتبطة بهِ، والتي يتأثر ويؤثر فيها الأفراد، ومن أهمها: المواقف هي كافة التغيّرات التي تحدث مع الأفراد ويتأثرون بها بشكل مباشر، ويعتبرها علم النفس الاجتماعي من المؤثرات المهمّة المرتبطة بالحالة النفسية للفرد، والتي تتحكّم بتصرفاته، وردود أفعاله اتجاهها كالفرح، أو الحزن، أو الغضب، أو الخوف، أو غيرها من ردود الأفعال الأخرى، لذلك يوجد رابطٌ مهمٌ، ومباشرٌ بين الموقف، والسلوك أي أنّ الموقف هو الذي يتحكّم بطبيعة، وكيفيّة تطبيق السلوك. الإقناع هو القدرة على التأثير على تصرّفات، أو آراء، أو أقوال الأفراد بالاعتماد على التأثير عليهم عاطفياً، وجعلهم يقبلون بشيء ما سواءً أكان رأياً جديداً، أو فكرةً مختلفةً عن الفكرة الخاصّة بهم، ويهتم علم النفس الاجتماعي بمعرفة أساليب الإقناع، وخصائصها، وطبيعة تأثيرها على الأفراد، وتحكّمها بتصرفاتهم في البيئة الاجتماعيّة المحيطة بهم.
علم النفس الاجتماعي يعرف باللغة الإنجليزية بمصطلح (Social psychology)، وهو عبارةٌ عن نوعٍ من أنواع العلوم التي تهتم بدراسة سلوك الأفراد، والجماعات في المجتمعات، ومعرفة طبيعة تأثر الأفراد بالعوامل الاجتماعية المحيطة بهم، وتحديد الطرق التي يتم الاعتماد عليها في التعامل مع هذه العوامل بأسلوبٍ صحيح، ويعرف علم النفس الاجتماعي أيضاً بأنّه العلم الذي يهتم بدراسة الخصائص النفسيّة للأفراد الذين يعيشون ضمن جماعات من أجل التعرّف على الأنماط، والوسائل التي يعتمدون عليها في التفاعل بينهم، وكيفيّة تأثير هذا التفاعل على شخصياتهم الفردية. تاريخ علم النفس الاجتماعي تعود الدراسات الأولى حول علم النفس الاجتماعي إلى العالم العربي المسلم الفارابي، والذي اهتم بوضع منهجٍ علميٍ حول تأثير الحالة الاجتماعيّة على الأفراد، ومن ثم في القرن الثامن عشر للميلاد اهتم العديد من علماء النفس بدراسة تأثير العوامل النفسية المحيطة بالإنسان على تصرفاته الاجتماعية، ومن أهم هذه العوامل: القلق، والخوف. في الربع الأول من القرن العشرين للميلاد بدأ مجموعةٌ من العلماء، والباحثين في أمريكا بدراسةِ كافّة الأبحاث، والدراسات التي تمّ تأليفها حول علم النفس الاجتماعيّ، والذي ربط مع مدرسة التحليل النفسيّ من أجل التعرّف على طبيعة سلوك الإنسان أثناء تأثّرهِ بأحد العوامل الاجتماعيّة، وفي الفترة الزمنية ما بين عامي 1980م و1990م ظهرت العديد من النظريات التي اهتمّت بدراسة علم النفس الاجتماعي، والظواهر المرتبطة به، ليصبح علم النفس الاجتماعي من أقسام علم النفس التي تُدرّسُ في العديد من الجامعات في العالم. أهداف علم النفس الاجتماعي يهدف علم النفس الاجتماعيّ إلى تحقيق مجموعةٍ من الأهداف، ومنها: دراسة العمليات، والوظائف الذهنيّة الخاصّة بالإنسان، مثل: التفكير، والقدرة على الحفظ (الذاكرة). التعرّف على تأثير المتغيّرات الطبيعيّة، وغير الطبيعيّة على الحالة الصحيّة، والنفسيّة للإنسان، مثل: التأثر بحالةِ الطقس. تحليل السلوك الاجتماعي الخاصّ بالأفراد عن طريق دراسة البيئة المحيطة بهم. دراسات علم النفس الاجتماعي يهتم علم النفس الاجتماعي بوضع دراساتٍ حول العديد من الأشياء المرتبطة بهِ، والتي يتأثر ويؤثر فيها الأفراد، ومن أهمها: المواقف هي كافة التغيّرات التي تحدث مع الأفراد ويتأثرون بها بشكل مباشر، ويعتبرها علم النفس الاجتماعي من المؤثرات المهمّة المرتبطة بالحالة النفسية للفرد، والتي تتحكّم بتصرفاته، وردود أفعاله اتجاهها كالفرح، أو الحزن، أو الغضب، أو الخوف، أو غيرها من ردود الأفعال الأخرى، لذلك يوجد رابطٌ مهمٌ، ومباشرٌ بين الموقف، والسلوك أي أنّ الموقف هو الذي يتحكّم بطبيعة، وكيفيّة تطبيق السلوك. الإقناع هو القدرة على التأثير على تصرّفات، أو آراء، أو أقوال الأفراد بالاعتماد على التأثير عليهم عاطفياً، وجعلهم يقبلون بشيء ما سواءً أكان رأياً جديداً، أو فكرةً مختلفةً عن الفكرة الخاصّة بهم، ويهتم علم النفس الاجتماعي بمعرفة أساليب الإقناع، وخصائصها، وطبيعة تأثيرها على الأفراد، وتحكّمها بتصرفاتهم في البيئة الاجتماعيّة المحيطة بهم.
تعليقات
إرسال تعليق