التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ذوي الاحتياجات الخاصة

المفهوم تُعرفُ الاحتياجات الخاصّة (بالإنجليزيّة: Special Needs) بأنّهت عبارةٌ عن مجموعةٍ من المظاهر التي تظهرُ على الأطفالِ في أعمارٍ مُبكّرة، أو قد يتأخرُ ظهورها حتّى عُمرٍ مُتأخّر، تجعلهم يُواجهون صعوباتٍ في مجالاتٍ مُتعدّدة، وخصوصاً المجال الاجتماعيّ، والمجال التعليميّ. ومِنَ التّعريفات الأُخرى لمفهومِ الاحتياجات الخاصّة أنّها ظهورُ صعوباتٍ في التعلّم والتعرّف على الحاجات الأساسيّة للإنسان، وإدراك المعارف الأوليّة المًرتبطة بالفهم، والانتباه، والكلام، والقدرة على تكوين بعض الجُمل الطّويلة، وعدم التّركيز، وغيرها من العوامل الأُخرى التي تدلُّ على أنّ الطّفل من ذوي الاحتياجات الخاصّة، ويحتاجُ إلى وجودِ رعايةٍ مُناسبةٍ له؛ حتّى يتمكّنَ من العودة إلى الحياة الطبيعيّة، ما لم تكن الحاجة الخاصّة به ذات أسبابٍ عقليّة أو جسديّة.[١] التحدّيات توجدُ مجموعةٌ من التحدّيات التي يُعاني منها ذوو الاحتياجات الخاصّة والتي تُؤثّرُ على حياتهم وعلى حياة عائلاتهم؛ لأنّها تحتاجُ إلى استخدام نمطٍ مُعيّن للعناية بهم، ممّا قد يجعلهم يواجهون العديد مِنَ الصُّعوبات في التّأقلمِ مع البيئة المُحيطة فيهم، ومن أهمّ أنواع هذه التّحديات ما يأتي:[٢] التحدّيات السلوكيّة: هي عبارةٌ عن مجموعةٍ من الاضطرابات التي تُؤثّرُ على ذوي الاحتياجات الخاصّة، والتي تُؤدّي إلى صدورِ مجموعةٍ من السلوكيّات غير المألوفة أو غير الطبيعيّة عنهم؛ بسبب مُعاناتهم في خللٍ بوظائف الإدراك العامّة، وتُسبّب التحدّيات السلوكيّة العديدَ من العوائق لهم، وتمنعهم من التّأقلمِ مع الحياة بطريقةٍ صحيحة. الصحّة العقليّة: هي قياسٌ للحالة الصحيّة لعقلِ ذوي الاحتياجات الخاصّة، وتتراوحُ بين الحالات البسيطة والصّعبة؛ وعادةً ترتبطُ الصّحة العقليّة بالإصابةِ في إحدى الاضطرابات التي يُطلقُ عليها مُسمّى المُتلازمات؛ وهي عبارةٌ عن حالاتٍ خاصّةٍ تُولدُ مع الطّفل وتستمرُ أغلبها مدى الحياة، وأيضاً قد يتمُّ التخلّصُ منها عن طريق توفير علاجاتٍ دوائيّة وتأهيليّة مُعيّنةٍ، ومن أهم هذه المُتلازمات: متلازمة داون، والاكتئاب والقلق، وغيرها. مُشكلات التّعليم والتعلّم: هي من أصعبِ أنواع التحدّيات التي تواجه ذوي الاحتياجات الخاصّة وعائلاتهم؛ إذ بسبب قلّة الخبرة الكافية حول الطّرق المُناسبة للتّعامل معهم منذُ مرحلة الطّفولة ينتجُ عن ذلك استمرار الحالة الخاصّة معهم، وقد يُؤدّي إلى تطوّرها بسبب التّعامل مع الطّفل على إنّه مشكلةٌ يجبُ تجنُّبها بدلاً من التّعامل معها ومُحاولة البحث عن حلولٍ لها؛ لذلك يُصبحُ من الصّعبِ تعليمهم، أو تلقينهم لأيّ نوعٍ من أنواع المعارف مع مرور الوقت. قضايا النّمو: هي مجموعةٌ من القضايا التي تواجه الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصّة، وتجعلهم غير قادرين على النّمو بشكلٍ صحيح، سواءً أكان هذا النموّ عقليّاً، أو نفسيّاً؛ إذ يستمرُّ النّمو الجسديّ عندهم، ولكن بغيابِ أيّ علاماتٍ على التطوّر العقليّ، ممّا يجعلهم يعيشونَ في مرحلةٍ عمريّةٍ جسديّةٍ تختلفُ عن المرحلة العمريّة العقليّة. الأنواع توجدُ أربع فئاتٍ رئيسيّة تُصنّفُ الاحتياجات الخاصة بناءً عليها، وهي:[٣] الاحتياجات الخاصة الاجتماعيّة، والسلوكيّة، والعاطفيّة، ومن أهمها: مرض التوحّد. الاضطراب السلوكيّ العاطفيّ. اضطراب العناد الشّديد. اضطراب فرط النّشاط والحركة. نوبات الغضب. اضطراب الوسواس القهريّ. الاحتياجات الخاصة التعليميّة والإدراكيّة، ومن أهمها: صعوبات التعلم المحدودة، مثل: صعوبة القراءة، والكتابة، أو عدم القدرة على فهمِ العمليّات الحسابيّة البسيطة. صعوبات التعلّم المُعتدِلة (المُتوسّطة)، مثل: التأخّر في معرفة اللّغة، والتي تشملُ على عدم القدرة على القراءة، أو الكتابة، أو الكلام. صعوبات التعلّم الشّديدة، مثل: الاضطرابات الخاصّة الفكريّة، أو النفسيّة، والتي ينتجُ عنها صعوبةٌ في التّواصل مع الآخرين، وتشتّتٌ في الانتباه. صعوبات التعلّم الجسديّة، مثل: الإعاقات الجسديّة والتي يصعبُ علاجها. الاحتياجات الخاصّة التواصليّة والتفاعليّة، ومن أهمّها: الصّعوبة المُطلَقة في النّطق أو الاستماع. اضطراب طيف التوحّد. الاحتياجات الخاصّة الجسديّة، ومن أهمها: انعدام البصر. ضعف أو غياب السّمع. الإعاقة الجسميّة الكُليّة، مثل: شلل الأطفال. تأهيل ذويّ الاحتياجات الخاصة تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصّة عبارة عن مجموعٍ من الطُّرق والوسائل المُستخدَمة في مُساعدةِ كلّ الأفراد الذين يُعانون من حالاتٍ خاصّة، عن طريق مُساعدتهم على التّأقلمِ مع المُجتمع المحيط بهم، من خلال دمجهم مع البيئة التي يوجدون فيها، ومساعدة أفراد عائلاتهم على فهمِ كيفيّة التّعامل معهم. هناك العديدُ من الوسائل التي تُساعدُ على تأهيلهم، ومن أهمّها:[٤] توفيرُ خدمات الرّعاية الصحيّة والتأهيليّة لذوي الاحتياجات الخاصّة؛ من خلال الاستعانة بالمراكز المُتخصّصة في تعليمهم وتأهيلهم ليُصبحوا قادرين على التّأقلمِ مع المُجتمع. التدخّل العلاجيّ المُبكّر الذي يُساعدُ في تدارك الحاجة الخاصّة، وخصوصاً العقليّة أو النفسيّة، ممّا يُساهمُ في الوصول إلى حلولٍ جذريّة لها عن طريق الاستعانة بالحضانات المُخصّصة للأطفالِ من ذوي الاحتياجات الخاصّة. العملُ على دمجِ الأطفال ذويّ الاحتياجات الخاصّة مع الصفوف العاديّة؛ من أجل مُساعدتهم تعليميّاً على التّأقلمِ مع حالتهم الخاصّة، والعمل على تطوير قدراتهم الأساسيّة في فهمِ المعارف الأولى بطريقةٍ مُناسبةٍ. الاحتياجات الخاصة في الوطن العربي تتراوحُ نسبُ الأفراد الذين يعانون من الاحتياجات الخاصّة في الوطن العربيّ بين 0,4%-4,9% من النّسبة الإجماليّة للسُكّان، ويواجه ذوو الاحتياجات الخاصّة في الوطن العربيّ مجموعةً من الصّعوبات التي تُؤثّرُ على حياتهم، من أهمّها: صعوبة توفير الرّعاية الصحيّة الخاصّة بهم، ومُعاناتهم من سوء فهم حاجاتهم الخاصّة التي تشملُ على سوءِ التّغذية، وصعوبة توفير العلاج المُناسب لحالاتهم المرضيّة، كما يواجهون مُشكلاتٍ في التّعليم بسبب قلّة عدد المدارس الخاصّة بهم، والصّعوبة في دمجهم مع سوق العمل؛ حيثُ إنّهم من الفئات الاجتماعيّة التي تتعرّضُ للتّهميشِ في العديدِ من الأماكن، وخصوصاً القُرى والأرياف والمناطق الفقيرة.[٥] المراجع ↑ The Editors of Encyclopædia Britannica, "Special Education"، Encyclopedia Britannica, Retrieved 10-11-2016. Edited. ↑ Terri Mauro (27-5-2016), "What Are "Special Needs"?"، Very well, Retrieved 10-11-2016. Edited. ↑ "Special Needs - Different types of special needs", Aspire People, Retrieved 10-11-2016. Edited. ↑ "الرعاية الاجتماعية"، وزارة التضامن الاجتماعي - جمهورية مصر العربية، اطّلع عليه بتاريخ 10-11-2016. بتصرّف. ↑ "اليوم العالمي للإعاقة"، ويب طب، 3-12-2015، اطّلع عليه بتاريخ 10-11-2016. بتصرّف.
فئة ذوي الاحتياجات الخاصّة منذ أن ظهر الإسلام على وجه هذه الأرض أخذ ينادي بحقوق الإنسان وخاصّة ذوي الاحتياجات الخاصّة منهم، حيث أعطاهم حقوقَهم كاملة، وجعلهم يعيشون في المجتمع كأفراد ناجحين ومتفوّقين، كما أنّ البعض منهم تفوق ووصل لكونه صار قصة نجاح يحتذى بها أمام الجميع، وهنا في وهنا في هذا المقال سوف نتناول الحديث عن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصّة في الإسلام. حقوق ذوي الاحتياجات الخاصّة في الإسلام الكرامة الإنسانية: فلمعاق هو إنسان كامل الحقوق و الإنسانية بموجب الخطاب العام، الّذي أطلقه القرآن الكريم للناس جميعاً، في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [سورة الحجرات: 13]. حق المساواة: فقد أقر الإسلام مبدأ التكافؤ والتساوي بين الجميع، وقرر أن كل فرد في المجتمع يجب أن تتاح له فرصة التعبير عن قدراته ومواهبه وذلك حسب ما وهبه الله عزّ وجلّ من هبات نفسيّة، أو جسميّة، أو عقليّة. حقّ الحياة الكريمة والعيش بطمأنينة وأمان: فقد حرّم الله تعالى التعدي على حياة المعاق، فشأنه شأن الصحيح. حقّ الرعاية: فقد حثت الأديان السماوية بما فيها الإسلام على حق الرعاية وضمان عدم التعدي عليه. حقّ التعليم والتدريب: لأنّ التعليم حقّ طبيعي من حقوق أيّ إنسان يجب أن يحصل عليه، سواء كان هذا الإنسان ذا عجز أو غيره، وصاحب الإعاقة أحق من غيره في التعليم والدراسة، لذا أقرّ القرآن الكريم منذ بداية الإسلام على حقّ المعاقين والقاصرين في الحصول على تعليم مناسب لقدراتهم الجسمية والعقلية. حقّ الاندماج الاجتماعي: ويعني الاندماج الاجتماعي للمعاق أن يعيش في وسطه الّذي ولد فيه بين أقاربه وأهله، لما لذلك من أثر بالغ في توسيع مداركه والكشف عن خبراته ومواهبه المختلفة والتي يمكن توظيفها في أشياء مفيدة للمجتمع. حقّ التشغيل المكفول: فالعمل واجب عظيم يكفل للإنسان الأموال ولا يجعله يعتمد على غيره أو يمدّ يده للآخرين، لذلك حثّ الإسلام على ضرورة العمل، وشجّع الفرد المنتج واعتبره في منزلة عالية عند الله سبحانه وتعالى، وحثّ ذوي الاحتياجات الخاصّة على العمل بما يتناسب مع قدراتهم. حقّ المناقشة والمشاركة في الحديث والأخذ برأيه: حيث إنّه من مصلحة المجتمع أن يأخذ برأي المعاق وفكره، لذلك أقرّ الإسلام ضرورة مشاركة المعاقين. حقّ الإرث: وهو حقّ كفلته الشّريعة الإسلامية لجميع الناس بمجرد نفخ الرّوح فيهم سواء أكانوا طبيعيين أو يعانون من عجز ما.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الخدمه الاجتماعيه في مجال رعاية الأحدث

الخدمه الإجتماعيه فى رعاية الأحداث تمثل التنشئة الأسرية والبيئة الطبيعية للشريحة العمرية حتي الثامنة عشرة المظلة والحضن الواقي والمنيع ضد الشوائب والملوثات البيئية المحيطة كما أن الرعاية المجتمعية العلمية والنفسية التي تلائم متطلبات هذه الشريحة العمرية تقي الفرد والأسرة من أمراض وسلبيات التدهور الاجتماعي والانحراف السلوكي والاخلاقي الذي قد يصل إلي حد الجنوح والعصيان وارتكاب الجريمة في أحيان كثيرة؟ تعريف الحدث : الحدث هو كل ذكر أو أنثي لم يبلغ من العمر تمام السنة الثامنة عشرة بينما سن الرشد في القانون المدني هو 21 سنة. القانون الجزائي في الكثير من دول العالم اعتبر أن سن 18 سنة يمتلك الارادة والقدرة علي التفكير والتركيز والتمييز بين الخطأ والصواب أما الحدث المنحرف فهو كل حدث أكمل السنة السابعة من عمره ولم يبلغ سن الثامنة عشرة وارتكب فعلاً يعاقب عليه القانون. عموماً. يعتبر الحدث معرضاً للانحراف إذا وجد في حالات معينة مثل وجوده في حالة تسول أو أن يمارس عملاً هامشياً لا يصلح يكون وجدي للعيش أو أن يقوم الحدث بأعمال القمار أو الفجور أو المخدرات... حتي ولو كان يقوم بذلك لخدمة أناس آخرين...

مراحل تنظيم المجتمع

تنظيم المجتمع يرغب كل مجتمع في تنظيم نفسه واستغلال موارده المتاحة لأقصى حد ممكن، وتعتبر عملية التنظيم من المسؤوليات الكبيرة التي تقع على عاتق الممارسين التنمويين في داخل وخارج المجتمع، من أجل النهوض بالمجتمع اقتصادياً، واجتماعياً، وثقافياً، وفكرياً، وسنتناول في هذه المقالة مراحل تنظيم المجتمع التي تساهم في تكوين تنظيم مجتمعي نشط وفعّال. مراحل تنظيم المجتمع المرحلة التمهيدية تشتمل هذه المرحلة التعرّف على المجتمع من خلال معايشته وليس دراسته من الخارج، حيث تتضمن إمكانية التعرف على المجتمع عن طريق معرفة قيمه، وحدوده، ومعاييره، وجماعاته، وأصحاب السلطات فيه، والمشكلات، والحاجات، والموارد البشرية، والمادية المتاحة، كما تتضمّن المرحلة التمهيدية كسب ثقة الأهالي، وتكوين العلاقة المهنية، حيث يؤثر ذلك على مدى تقبل المجتمع لفكرة المنظم الاجتماعي، ونجد أنّ هذه المرحلة تنتهي من خلال عمليات تنظيم المجتمع، حيث يمكن أن تكون على شكل لجنة، أو مؤتمر، أو مجلس يجمع بين القيادات، والمنظمات الاجتماعية، والخبراء، وكلّ جهة يمكنها أن تساند طريقة تنظيم المجتمع. المرحلة التخطيطية تبدأ المرحلة التخطيطية بالمشاركة ا...

الطفوله في علم النفس

تعريف الطفولة الطفولة هي أول مرحلة من المراحل النمائيّة العمريّة التي يمرّ بها الإنسان، وتبدأ منذ لحظة الولادة وحتى سن البلوغ، ويتحدد معناها اللغوي بالفترة الزمنيّة بين ولادة الإنسان طفلاً حتى وصوله إلى مرحلة البلوغ،[١] ويشير معناها الاصطلاحي إلى أنّها إحدى مراحل عمر الإنسان الزمنيّة والنمائيّة الممتدة منذ لحظة الولادة وحتى مرحلة البلوغ،[٢] وفي قاموس علم الاجتماع تُعرّف الطفولة أنّها المرحلة أو الفترة من عمر الطفل، التي تبدأ حين ولادته وتنتهي بوصوله إلى ما يُسمى بالرشد، ولم يُحدّد هذا التعريف السن النهائيّ لانتهاء هذه المرحلة، إلا أنه ربط نهاية هذه المرحلة بالوصول إلى الرشد، ويكون تقدير ذلك بالعُرْف المجتمعيّ الذي يختلف باختلاف البيئات والثقافات.[٣] مراحل الطفولة في علم النفس يمر الإنسان في حياته بمراحل عمريّة متتابعة تتخللها سلسلة من التطورات النمائيّة تبدأ منذ ولادته مروراً بالمراهقة، والشباب، والكهولة حتى تنتهي بالوفاة، أما مرحلة الطفولة فهي مرحلة الارتكاز الأساسيّ في بناء الشخصية الإنسانية وأبعادها وأنماطها، ففهم هذه المرحلة ومعرفة خصائصها النمائيّة له أهميّة كبيرة في تكوين شخصية...