التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الخدمه الاجتماعيه في مجال رعاية الأحدث

تمثل التنشئة الأسرية والبيئة الطبيعية للشريحة العمرية حتي الثامنة عشرة المظلة والحضن الواقي والمنيع ضد الشوائب والملوثات البيئية المحيطة كما أن الرعاية المجتمعية العلمية والنفسية التي تلائم متطلبات هذه الشريحة العمرية تقي الفرد والأسرة من أمراض وسلبيات التدهور الاجتماعي والانحراف السلوكي والاخلاقي الذي قد يصل إلي حد الجنوح والعصيان وارتكاب الجريمة في أحيان كثيرة؟

تعريف الحدث :

الحدث هو كل ذكر أو أنثي لم يبلغ من العمر تمام السنة الثامنة عشرة بينما سن الرشد في القانون المدني هو 21 سنة.

القانون الجزائي في الكثير من دول العالم اعتبر أن سن 18 سنة يمتلك الارادة والقدرة علي التفكير والتركيز والتمييز بين الخطأ والصواب أما الحدث المنحرف فهو كل حدث أكمل السنة السابعة من عمره ولم يبلغ سن الثامنة عشرة وارتكب فعلاً يعاقب عليه القانون.

عموماً. يعتبر الحدث معرضاً للانحراف إذا وجد في حالات معينة مثل وجوده في حالة تسول أو أن يمارس عملاً هامشياً لا يصلح يكون وجدي للعيش أو أن يقوم الحدث بأعمال القمار أو الفجور أو المخدرات... حتي ولو كان يقوم بذلك لخدمة أناس آخرين أو أن يخالط الحدث المشردين أو رفاق السوء المعروف عنهم فساد الأخلاق أو سوء السيرة كما يعتبر الحدث معرضاً للانحراف إذا اعتاد الهروب من المدرسة أو معاهد التدريب أو التعليم أو ترك منزل الأسرة سواء كان مارقاً أو عاقاً لوالديه أو من سلطة ولي أمره وكذلك إذا كان ليس له محل إقامة مستقر وآمن.

إن رعاية الأحداث تعني بتتبع مشكلات الأحداث ومعالجة الأسباب وصيانة وحماية البيئة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والمعرفية والسياسية المحيطة بهم فالوقاية خير ألف مرةمن العلاج.
كما يلزم أن تشمل رعاية الأحداث تحسين ظروفهم المعيشية والتعليمية وتوفير أماكن سكنية ملائمة للحياة الكريمة والصحية تكون أكثر أمناً وأملاً في المستقبل؟!!
إن توفير اختصاصي اجتماعي ونفسي. ومراعاة متطلبات النفس البشرية كما خلقها الله سبحانه وتعالى والطب النفسي من منطلق إسلامي والطب البيئي هو ضرورة لتحقيق الاتزان السلوكي والاجتماعي لفئة الاحداث وخاصة داخل دور الرعاية المجتمعية أو داخل أقسام الشرطة أو حتي داخل السجون؟!!

التوجيه بالاغراء والترغيب ذو المرجعية العلمية لفئة الأحداث يمثل مدخلا أكثر نفعاً لتهذيب الجانحين منهم والمتجهين إلي طريق الظلام أو الجريمة ولا يلزم أن يكون حل مشاكل الأحداث بالقهر والقسر والعقوبات أو زجهم في السجون والتي قد يتعلمون منها السوء والانحراف لمخالطتهم أناس الشر من محترفي الجريمة والسلوك الضال.. فتكون النتيجة عكس ما تهوي الأنفس والنيات الحسنة الهادفة للاصلاح والنفع العام.

إن مراجعة وإعادة الهيكلة الشاملة للمؤسسات المختصة بإيواء الأحداث تمثل أحد الحلول الناجحة لخرط فئة الأحداث المنحرفين في الثوب الأبيض الناصع للمجتمع القويم ونعني بإعادة الهيكلة تدريب ورفع كفاءة وثقافة الكوادر الادارية والبشرية والقيادية لمنسوبي المؤسسات العقابية لفئة الأحداث وكذلك توفير الدور السكنية وتطويرها لتلائم مقتضيات الاصلاح وليس العقاب؟!!

إضافة إلي مراجعة القوانين والتشريعات المتعلقة بسن الحدث والعقوبات ومراعاة حقوق الفرد في التقاضي وابداء الرأي والظروف البيئية والمجتمعية المحيطة عند توقيع الجزاء أو العقوبة.

كما يلزم توفير الخدمات والمرافق الانسانية المناسبة للحياة الكريمة حتي لا تتولد لدي الحدث عوامل الحقد والكراهية والنفور من المجتمع وكما نعلم فهذه الفئة هي البداية لفئة الشباب المكون الرئيسي.. للمجتمع والذين يمثلون مستقبله وحملة نهضته وقيادته مستقبلاً.

إن توفير الأماكن الترفيهية والثقافية وعلوم الكمبيوتر ورفع المهارات وتطوير القدرات الذهنية والفكرية لفئة الأحداث وكذلك توفير المهارات الرياضية وتوفير الملاعب وغيرها من عناصر التغيير الاداري والتوجيه الاغرائي الجاذب نحو تغيير المعتقدات والسلوك المنحرف لهذه الفئة كل ذلك يساعد في تحجيم الانحراف وإعادة هذه الفئة بسلوكيات وافكار جديدة وحديثة إلي المجتمع بروح متفائلة ونية صافية ومقتنعة بالتغيير إلي الافضل وهو الهدف النبيل والسامي.

علي كل حال. أظهرت دراسة حديثة حول قضية الأحداث أن نسبة 28% من المشاركين في عينة الاستبيان يرجعون جنوح الاحداث إلي رفاق السوء الذين يشجعون بعضهم البعض علي القيام بالأفعال المشينة ويستغلون ضعاف النفوس أو من يعانون من فراغ اجتماعي أو ليس لهم مأوي أو المتسربين من التعليم ومتسكعي الشوارع والمقاهي؟!!

وأن 34% أرجعوا السبب الكامن وراء ارتكاب الأحداث للجرائم علي عاتق الأسرة خاصة التي تعاني من مشاكل واضطرابات سواء اجتماعية أو اقتصادية كما اعتبر 16% أن السبب يعود إلي وسائل الاعلام وخاصة الصحف والمجلات التي لا تلتزم بالقيم الرفيعة في النشر والاعلان أو مراعاة تقاليد وثقافة المجتمع وخاصة العادات والاعراف وتعاليم الشرائع السماوية واضافة إلي ما تبثه القنوات الفضائية والتي تملأ الفراغ الكوني بالمواد الغريبة والأغاني أو أفلام العنف والجريمة والحروب الوافدة من بلاد بعيدة تختلف جذرياً عن بيئتنا ومكونات مجتمعنا الشرقي وتجذب فئة الأحداث والشباب أيضاً إلي تقليدها ومحاكاتها؟!!

ولكن يبقي حسن الادارة والتوجيه ووجود إرادة صادقة وعقيدة راسخة للتوافق والصفح والتسامح والحرية واحترام الآخر هي المعول للاصلاح والتغيير للأحسن والتنمية.

الأطفال فلذات قلوبنا والشباب عماد المجتمع ومستقبله المضيء والوطن مسئولية الجميع والوسطية في الحياة والمعاملات وفي السلوك والتوجيه من تعاليم ديننا "فلا افراط ولا تفريط"

ولنعمل يجد واخلاص وصدق وتفاني نحو وقاية أبنائنا من شرور التدفق المعلوماتي والفضائي والاستفادة من الايجابيات ونبذ السلبيات فالاصلاح والتطوير والنهضة بتحقق بمشاركة جميع فئات المجتمع. والله المستعان.

ولا ننسى ضرورة الرجوع إلى حكم الله سبحانه وتعالى في معاملة هذه السن وحقوقها المكفولة كإنسان وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأساليب التربية والتوجيه التي حث عليها. لأن هذه السن لا تزال في مرحلة التعلم فهي لا تملك قرارا لكي يقام عليها عقاب، كما أن الله سبحانه وتعالى رفع التكليف عن الطفل حتي يصل إلى سن التكليف والمسئولية بعد فترة التعليم والتأديب بالحسنى.

تعريف الحدث في الخدمة الاجتماعية:

هي عبارة عن جهود مهنية يقدمها أخصائيون متخصصون في مجال الأحداث مستخدمين في ذلك مجموعة من برامج الوقائية والإنشائية والعلاجية داخل المؤسسة وخارجها بهدف أحداث التغير المقصود في اتجاه النمو الاجتماعي السليم.

والخدمة الاجتماعية لرعاية الأحداث تتطلب :

1_أن يكون هناك أخصائي متخصص في رعاية الأحداث
2_ينظم الأخصائي مجموعة البرامج لرعاية الأحداث مستخدما في ذلك طرق الخدمة الاجتماعية.
3_لهذه البرامج أهداف وقائية وإنشائية وعلاجية.
_4 تقديم هذه البرامج داخل المؤسسة وخارجها أى تطبيق سياسة الباب المفتوح في رعاية الأحداث المنحرفين.
5_يشمل التغير المقصود تهيئة البيئة الاجتماعية وشخصيه الحدث.
6_يجب أن يتجه هذا التغير لإحداث علميات النمو الاجتماعي في شخصية الحدث.

دور الأخصائي الاجتماعي بدار الملاحظة:

1- يقوم الاخصائي بملاحظة سلوك الحدث وتسجيل تقارير يومية عن الحدث تكشف عن جوانب شخصيته.
2- الحصول على البيانات الأساسية عن الحدث.
3- تعريف الحدث بالجماعة التي سيلحق بها في الدار.
4- تعويد الحدث على المشاركة في حياة الدار.
5- تشجيع الحدث على الاندماج في نشاط اجتماعي موجة.
6- الاشراف الليلى على الطفل فكثير من هؤلاء الأحداث يعانون من اضطرابات سلوكية.
7- تعتبر دار الملاحظة من أول الخطوات العلاجية حيث تغرس في نفس الحدث عادات النظافة والاهتمام بنفسة والشعور بالانتماء.
8- إعداد التقرير النهائي الذي يكتب للحدث أثناء وجودة في الدار لتقديمة لمكتب الخدمة الاجتماعية.

أما دورة في مكتب المراقبة الاجتماعية:

يقوم ببحث شامل و دقيق للحالة وعادة تشمل الدراسة :
1- دراسة تاريخ الانحراف وظروف التى حدث فيها الانحراف وتاريخ الاسرة الانحرافي .
2- دراسة البناء الاجتماعي للأسرة ودرجة التماسك والتفكك وأثر ذلك على موقف الذي يواجه الحدث.
3- دراسة علاقة الحدث بأبوية و أخواتة وباقي أفراد الأسرة والدور الذي يقوم بة كل فرد في الأسرة وأثر هذا الدور على الحدث.
4- دراسة المستوى الاقتصادي.
5- دراسة حياة الحدث الدراسية
6- دراسة طريقة التي يقضي بها الحدث وقتة.
7- دراسة شخصية الحدث من جميع جوانبها والتعرف على ميولة واتجاهاته
8- دراسة نوع الاعمال التي زوالها الحدث في حالة التحاقة بإعمال سابقة
9- دراسة البيئة الاجتماعية الخارجية للحدث

أما دورة في المراقبة الاجتماعية:

1- إيجاد الحلول لمساعدة الأسرة لحل مشكلاتها والتي تعانى منها وذلك باستغلال الموارد والامكانيات القائمة في البيئة.
2- استخدام أساليب العلاج المختلفة و الاستعانة بامكانيات المؤسسة وعلاقتها المهنية بالحدث للتأثير في سلوك الحدث على التكيف مع اسرتة أو زملاؤة في الدراسة أو العمل.

الخدمة الاجتماعية في مجال رعاية الأحداث :

هي عبارة عن مهنة تعنى برعاية الفئات الخاصة من المنحرفين بالمجتمع والعمل على تقويمهم وإعادة إدماجهم بالمجتمع .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مراحل تنظيم المجتمع

تنظيم المجتمع يرغب كل مجتمع في تنظيم نفسه واستغلال موارده المتاحة لأقصى حد ممكن، وتعتبر عملية التنظيم من المسؤوليات الكبيرة التي تقع على عاتق الممارسين التنمويين في داخل وخارج المجتمع، من أجل النهوض بالمجتمع اقتصادياً، واجتماعياً، وثقافياً، وفكرياً، وسنتناول في هذه المقالة مراحل تنظيم المجتمع التي تساهم في تكوين تنظيم مجتمعي نشط وفعّال. مراحل تنظيم المجتمع المرحلة التمهيدية تشتمل هذه المرحلة التعرّف على المجتمع من خلال معايشته وليس دراسته من الخارج، حيث تتضمن إمكانية التعرف على المجتمع عن طريق معرفة قيمه، وحدوده، ومعاييره، وجماعاته، وأصحاب السلطات فيه، والمشكلات، والحاجات، والموارد البشرية، والمادية المتاحة، كما تتضمّن المرحلة التمهيدية كسب ثقة الأهالي، وتكوين العلاقة المهنية، حيث يؤثر ذلك على مدى تقبل المجتمع لفكرة المنظم الاجتماعي، ونجد أنّ هذه المرحلة تنتهي من خلال عمليات تنظيم المجتمع، حيث يمكن أن تكون على شكل لجنة، أو مؤتمر، أو مجلس يجمع بين القيادات، والمنظمات الاجتماعية، والخبراء، وكلّ جهة يمكنها أن تساند طريقة تنظيم المجتمع. المرحلة التخطيطية تبدأ المرحلة التخطيطية بالمشاركة ا...

الطفوله في علم النفس

تعريف الطفولة الطفولة هي أول مرحلة من المراحل النمائيّة العمريّة التي يمرّ بها الإنسان، وتبدأ منذ لحظة الولادة وحتى سن البلوغ، ويتحدد معناها اللغوي بالفترة الزمنيّة بين ولادة الإنسان طفلاً حتى وصوله إلى مرحلة البلوغ،[١] ويشير معناها الاصطلاحي إلى أنّها إحدى مراحل عمر الإنسان الزمنيّة والنمائيّة الممتدة منذ لحظة الولادة وحتى مرحلة البلوغ،[٢] وفي قاموس علم الاجتماع تُعرّف الطفولة أنّها المرحلة أو الفترة من عمر الطفل، التي تبدأ حين ولادته وتنتهي بوصوله إلى ما يُسمى بالرشد، ولم يُحدّد هذا التعريف السن النهائيّ لانتهاء هذه المرحلة، إلا أنه ربط نهاية هذه المرحلة بالوصول إلى الرشد، ويكون تقدير ذلك بالعُرْف المجتمعيّ الذي يختلف باختلاف البيئات والثقافات.[٣] مراحل الطفولة في علم النفس يمر الإنسان في حياته بمراحل عمريّة متتابعة تتخللها سلسلة من التطورات النمائيّة تبدأ منذ ولادته مروراً بالمراهقة، والشباب، والكهولة حتى تنتهي بالوفاة، أما مرحلة الطفولة فهي مرحلة الارتكاز الأساسيّ في بناء الشخصية الإنسانية وأبعادها وأنماطها، ففهم هذه المرحلة ومعرفة خصائصها النمائيّة له أهميّة كبيرة في تكوين شخصية...