التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الخدمه الاجتماعيه في المجال المدرسي

مقـــــــدمة
أدخلت الخدمة الاجتماعية في المجالات التعليمية في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي باعتبارها حق لكل مواطن، كالماء والهواء، وإذا كان الهدف في أول الأمر مجرد تفرغ المعلمين ـ الذين يقومون بعمليات الإشراف ـ لمواجهة تزايد التلاميذ وبالتالي تزايد عدد الفصول، فإن الخدمة الاجتماعية في المدرسة استطاعت في فترة وجيزة أن تؤكد دورها الإيجابي والإنشائي في العمليات التربوية والتكوين للتلميذ.
وإذا كانت مفاهيم التربية الحديثة تتضمن النمو الاجتماعي والنفسي للتلميذ إلى جانب التحصيل الدراسي، فإن الخدمة الاجتماعية في ضوء هذه المفاهيم تساهم في العمليات التربوية لمساعدة التلميذ على الوصول إلى الأهداف المتكاملة التي تضعها المدرسة أمامها وتعمل بكافة السبل والوسائل لتوفيرها. فاستعانت المدرسة بالأخصائيين النفسيين للكشف عن قدرات التلاميذ العقلية وتوجه المتخلفين عقليا منهم إلى مدارس ضعفاء العقول، هكذا استخدمت الخدمة الاجتماعية مبادئها كجزء من نظام متكامل مسايرة بذلك برنامج المدرسة العام.
عموما يمكن القول بأن أهمية الخدمة الاجتماعية في المجال التعليمي ترجع إلى أنها تعمل مع قطاعات كبيرة من أبناء المجتمع كما أنها تحظى باهتمام كافة المسؤولين عن إعداد الجيل الجديد الذي سوف يتحمل مسؤولية المستقبل، فإن نجحت الخدمة الاجتماعية في دورها البناء تكون قد ساهمت مساهمة أكيدة في تحقيق أهداف التنمية وتطور المجتمع.
والخدمة الاجتماعية في المجال التعليمي هي مهنة احتاجت إليها المؤسسة التعليمية لتحقيق وظيفتها الاجتماعية بصورة متخصصة أمام المتغيرات التي يكسبها المجتمع وتؤثر في حياة كل من يعيش في نطاقها...

المحور الأول: تحديد المفاهيم
يقتضي العمل البحثي عادة تحديد المفاهيم والمصطلحات التي يدور حولها البحث ودلالاتها المعرفية، وتنوع قراءاتها في الحقل المعرفي، وبما أن الحديث هنا هو حول "الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي"، يلزمنا الحديث ولو بإيجاز عن المفاهيم التي تشكل الكلمات المفاتيح لمقاربة هذا الموضوع، وتمثلت هذه المفاهيم في: (مفهوم الخدمة الاجتماعية، مفهوم الرعاية الاجتماعية لتداخله الشديد مع مفهوم الخدمة الاجتماعية، ثم مفهوم المدرسة كمجال من مجالات الخدمة الاجتماعية).
      I.            مفهوم الخدمة الاجتماعية
يمكن تحديد مفهوم الخدمة الاجتماعية في أنها "منهج مؤسسي منظم يقوم من أجل وقاية الناس من المشكلات الاجتماعية ومساعدتهم على حل ما يعترضهم من مشكلات ومن أجل دعم إمكانات الناس لأدائهم الاجتماعي، فهي مهنة تمارس لتحقيق خدمات إنسانية وهي نوع من الممارسة العلمية والفنية تمارس بالضرورة في إطار نظام اجتماعي متكامل معترف به هو نظام الرعاية الاجتماعية"
وترى الأستاذة هلين ويتمر وهي إحدى رائدات المهنة، أن الخدمة الاجتماعية طريقة علمية لخدمة الإنسان، وهي نظام يساعد على حل مشكلاته وتنمية قدراته تعمل على مساعدة النظم الأخرى في المجتمع لتحسين قيامها بدورها.
ويتضح من هذا التعريف التأكيد على استناد المهنة لقاعدة من المعارف الذاتية والطرق العلمية، وأنها توظف لمساعدة أفراد من المجتمعات وأيضا لمساعدة النظم الاجتماعية الأخرى، إذ تتجاوز مهنة الخدمة الاجتماعية مساعدة الأفراد إلى العمل مع النظم والتنظيمات الاجتماعية المختلفة لتحقيق ظروف معيشية أفضل، فهي متعددة الأبعاد إذ لابد وأن تعمل كي تستجيب لظروف المجتمع المتغيرة واحتياجات الأفراد المختلفة وتدعم الوظائف والأدوار المحددة للنظم الاجتماعية.
أما الأستاذ والتر فريد لاندر فإنه يقدم تعريفا للخدمة الاجتماعية يرى فيه أنها "من الخدمات المهنية تقوم على أساس من الحقائق العلمية والمهارة في مجال العلاقة الإنسانية الغرض منها مساعدة الأفراد كأفراد أو في جماعات لتحقيق الرفاهية الشخصية والاجتماعية، ولتنمية قدراتهم على توجيه شؤونهم بأنفسهم، وتكون ممارسة هذه الخدمة داخل مؤسسات متصلة بالخدمة الاجتماعية ومتخصصة فيها"
أما الجمعية القومية للأخصائيين الاجتماعيين بالولايات المتحدة الأمريكية فتتبنى تعريفا للمهنة على أنها "مهنة محددة ذات أنشطة متعددة لمساعدة الأفراد والجماعات والمجتمع على ترجمة قدراتهم ومؤهلاتهم المختلفة ودعمها وصولا لتفاعل اجتماعي بصورة جيدة"[1]
ونخلص مما سبق إلى القول بأن التعريفات وإن حاولت تحديد السمات الأساسية للمهنة، إلا أنها تعبر عن الأيديولوجية التي تنتمي إليها، فهي محافظة من ناحية ترتبط بالنظرية الوظيفية، وذات نزعة إنسانية إصلاحية تقوم أساسا للدفاع عن النظام الاقتصادي والاجتماعي والرأسمالي في مواجهة التهديدات الداخلية التي ينتجها النظام.[2]
   II.            مفهوم الرعاية الاجتماعية وعلاقته بالخدمة الاجتماعية
يمكن تعريف الرعاية الاجتماعية بأنها "تلك الجهود الحكومية التي توجه نحو الخدمات الاجتماعية مثل مشروعات الإسكان الاجتماعي، والمساعدات والمعونات الغذائية المختلفة التي تقدم لبعض الفئات العاجزة كالمصابون بالأمراض العقلية والجسمية وكبار السن والأحداث والمنحرفين..."
ويتضح من هذا التعريف أن مفهوم الرعاية الاجتماعية هو نوع من رعاية الشعب تقوم بها السلطات الحكومية، وهو ما يعني أنه مصطلح مرتبط إلى حد ما بالخدمات الحكومية الموجهة نحو أفراد وجماعات يحتاجون إلى ضرورات الحياة الأساسية أو يشكل سلوكهم تهديدا للأمن والاستقرار. وهناك خصائص مشتركة بين كل من الرعاية الاجتماعية والخدمة الاجتماعية يمكن أن نحصرها في النقاط التالية:
1.    الرعاية الاجتماعية تمثل هدفا سامي يسعى إليه المجتمع من أجل تحقيق الرفاهية لأفراده عن طريق تنظيم البرامج والخدمات وإنشاء المؤسسات وإصدار التشريعات التي تضمن تحقيق مستوى معيشي يليق بكرامة الإنسان. في حين أن الخدمة الاجتماعية تمثل منهجا يعتمد على العلم والمهارة لتحقيق أهداف الرعاية الاجتماعية
2.    تساعد الخدمة الاجتماعية في تحديد احتياجات الرعاية الاجتماعية وتقديرها وقياسها بناء على ما هو متاح من خدمات في المجتمع مع إعطاء الأولوية لبعضها حسب ما تقرره الحاجة، وبالإضافة إلى ذلك تقوم الخدمة الاجتماعية بتقيير نظم الرعاية الاجتماعية من أجل أن تتلاءم الظروف والمتغيرات التي يمر بها المجتمع عبر مراحل تطوره من أجل أن تستجيب وتتكيف مع متطلبات المجتمع.
3.    تركز كل من الخدمة الاجتماعية والرعاية الاجتماعية على مسلمات من أهمها: الإيمان بأهمية الإنسان، العلاقة المتبادلة بين الفرد والجماعة المجتمع، مساعدة الأفراد والجماعات والمجتمعات على تحقيق أقصى درجات الإشباع وإيجاد الحلول اللازمة للمشكلات المطروحة والوقاية منها، وهو ما يعني اعتماد المنهج العلاجي والوقائي لدى كل من الرعاية الاجتماعية الخدمة الاجتماعية.
4.    تساعد الخدمة الاجتماعية على زيادة وفاعلية وكفاءة برامج الرعاية الاجتماعية من خلال اعتماد التخطيط كأسلوب علمي في تقديم الخدمات وتحسين نوعيتها.[3]
ومهما كان التشابه بين الرعاية الاجتماعية والخدمة الاجتماعية لكونهما مجالان يشملان عددا كبيرا من الخدمات، فإن ظهور الخدمة الاجتماعية لا يمكن إرجاءه إلى فترة ما قبل القرن التاسع عشر، في حين ترجع ممارسة الرعاية الاجتماعية إلى أقدم العصور.
III.            تعريف المدرسة
المدرسة هي المؤسسة الاجتماعية الأساسية التي عهد إليها المجتمع بتعويض دور الأسرة في العملية التربوية وتنشئة أفراده بما يجعلهم أعضاء صالحين، وليست المدرسة هي المؤسسة الوحيدة التي تقوم بالعملية التربوية، غير أن أولوية الغرض التربوي للمدرسة هو الذي يميزها عن غيرها من المؤسسات التي تشاركها في العمل التربوي،[4] وتحددت وظائف المدرسة نتيجة للتغيرات التي تحدث في البناء المجتمعي، حيث تتفاعل المدرسة مع المؤسسات الاجتماعية الأخرى في المجتمع وتتساند معها تساندا وظيفيا. حيث نرى أن المدرسة كانت في بداية ظهورها عبارة عن مؤسسة تعليمية بحتة ولكن بسبب تخلي بعض المؤسسات الاجتماعية الأخرى في المجتمع عن أداء وظائفها تزايدت مهام المدرسة. فعلى سبيل المثال كانت الأسرة هي المؤسسة التي تهتم بالتنشئة الاجتماعية إلا إنه بسبب تحلل بعض القيم المجتمعية وتشعب متطلبات المجتمع المعاصر بدأت الأسرة تتخلى عن هذه الوظيفة لتتبناها المدرسة. ومن هنا نرى أن المدرسة لم تعد فقط مؤسسة تعليمية بل أخذت على عاتقها مجموعة من الوظائف الأخرى مثل الوظائف التربوية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية... ومن هنا ومع تعاظم دور المدرسة بدأت الخدمة الاجتماعية بالتغلغل إلى وسط هذا البناء الاجتماعي من أجل مساعدة الطلاب على رفع مستوى وأداء قدراتهم الطبيعية ومساعدتهم على التكيف مع أبنية المدرسة المادية منها والمعنوية، بالإضافة إلى مساعدة الطلاب على تجاوز الصعوبات التي تحول عن استغلالهم لموارد المدرسة وحتى لا تتحول هذه الصعوبات إلى مشكلات. ويتم هذا بأكمله عن طريق البرامج التي يصممها الأخصائي الاجتماعي في المدرسة باعتباره الشخص المؤهل لأداء هذا الدور.

المحور الثاني: نشأة وتطور الخدمة الاجتماعية المدرسية
نشأت الخدمة الاجتماعية استجابة لظروف اجتماعية سادت المجتمع الأمريكي، حيث واكب ظهورها ظهور مؤسسات الرعاية الاجتماعية التي تهدف إلى تقديم خدمات اجتماعية للأفراد والجماعات والمجتمع، وقد صاحبت ظهور الخدمة الاجتماعية مجموعة من المتغيرات كالثورة الصناعية، والمشكلات المرتبطة بالنمو الحضري، والثورات والحروب في أوروبا وفرنسا، والتحول من النظام الإقطاعي إلى النظام الرأسمالي، ثم فشل التشريعات في مواجهة مشكلات المجتمع الأمريكي، والاستفادة من العلوم الإنسانية.
      I.            السيرورة التاريخية للخدمة الاجتماعية
بدأت الخدمة الاجتماعية بصورة منظمة في الولايات المتحدة الأمريكية بإنشاء الجمعية الأمريكية للأخصائيين الاجتماعيين وهناك من يعتبر البداية الفعلية (كانت في العام 1898 عندما نظم أول برنامج للتدريب لعدد من المتطوعين في جمعية الإحسان بمدينة نيويورك، وقد تحول ذلك البرنامج بعد ذلك كي يصبح أول مدرسة للخدمة الاجتماعية بجامعة كولومبيا)[5]
ومع ذلك الحين بدأت مدارس الخدمة الاجتماعية في الظهور وعملت على تحديد أهدافها الوظيفية وكرس روادها الأوائل جهودهم في الانشغال بالإصلاح الاجتماعي ومواجهة المشكلات الاجتماعية ثم عملوا تدريجيا لتحرير أنفسهم من صفة النشاط المؤسساتي الذي ارتبطوا به وهو العمل التطوعي والخيري وقبلوا ما اعتبر أنذلك بالمغامرة والانفصال عن هذه التنظيمات معتمدين على أنفسهم وعلى ما يدفعونه من اشتراكات مالية في مقابل العضوية لتمويل الجمعية القومية الأمريكية للأخصائيين الاجتماعيين[6] ولم يكونوا في ذلك الوقت مجرد قيادات فعلية بل كانوا بمثابة نخبة من المثقفين المدافعين عن الديمقراطيين المطالبين بالإصلاح الاجتماعي في بلدهم وكرسوا وقتهم وجهدهم لتحسين وتطوير الخدمة الاجتماعية التي يحتاجها المواطن لمواجهة العديد من الحاجات الاجتماعية المتزايدة ولمواجهة مشكلات التغير الاجتماعي.
ثم اتجهت الجمعية الأمريكية للأخصائيين الاجتماعيين نحو الانشغال باهتمامات محددة تتمثل أساسا في ممارسة الخدمة الاجتماعية والاهتمام بالمشاكل الكبرى للرعاية الاجتماعية والعمل على حماية أعضائها وتنمية وتدعيم اهتماماتهم المهنية وسرعان ما ظهرت الحاجة لاهتمامات علمية واجتماعية أخرى من بينها الاهتمام بالبحوث الاجتماعية والإدارة العلمية للمؤسسات الاجتماعية العاملة في مجالات الرعاية الاجتماعية. وإصدار الكتاب السنوي للخدمة الاجتماعية ثم دائرة معارف العلوم والمطبوعات والدوريات العلمية والمشاركة في الاهتمامات السياسية المتعلقة بالسياسة العامة والاجتماعية للدولة.
وهنا يمكن للمتبع للسياق التاريخي للخدمة الاجتماعية أن يخلص إلى أن تطور الخدمة الاجتماعية وانتشارها ارتبط أساسا بالنمو المتزايد لأنشطة وجهود الرعاية الاجتماعية ، ولذلك ارتبطت بنظام جمعيات الإحسان واعتبار من 1910 بدأت الجامعات الأمريكية في برنامج تعليمي مدته عامين دراسيين كاملين)[7] وسرعان ما ظهرت مدارس أخرى في مدن بوسطن فيلاديفيا شيكاغو..
وحتى 1915 ظل المشتغلون بالخدمة الاجتماعية يطالبون بالاعتراف بنشاطهم وممارستهم كمهنة، وظلت الدعوة قامة خلال السنوات التالية، منشغلة مجهود المدارس المختلفة حتى سنة 1929 إلى أن بدأت المهنة في فرض وجودها من خلال مساهمتها في برنامج الصليب الأحمر الذي كان يعمل منذ الحرب العالمية الأولى وبدأ الاعتراف بأهمية الدور الذي تلعبه المهنة في مجال الخدمة الاجتماعية الطبية والنفسية
   II.            الخدمة الاجتماعية كعمل مؤسساتي
استطاعت الخدمة الاجتماعية بعد معركة الاعتراف التي خاضتها، الانفكاك من الرعاية الاجتماعية والعمل التطوعي غير المنظم في سبيل تحقيق الخدمة الاجتماعية المؤسساتية المهنية.
ثم عرفت الخدمة الاجتماعية مراحل متلاحقة تمثلت في أربعة مراحل أساسية:
1.    المرحلة الأولى: مرحلة التطور وإنشاء المؤسسات الاجتماعية. وقد كانت أبرز سماتها انتشار الأفكار الإنسانية والاجتماعية التي جاءت بها الثورة الفرنسية مثل العدالة والإخاء والحرية والمساواة، ثم ظهور العلوم الإنسانية وما حمله من نظريات تسعى إلى فهم دوافع السلوك الإنساني[8] ثم بداية حركة تنظيم الإحسان ووجود متطوعين يعملون بها مما أدى إلى مطالبتهم باكتساب الاعتراف واعتبارهم متخصصين، ووضع تصورات مهنية لصياغة مقومات الخدمة كمهنة وتحليل بعض الحالات التي يعاني منها بعض العملاء.
2.    المرحلة الثانية: ظهور طرق الخدمة الاجتماعية
1917 ماري ريشموند وكتابه التشخيص الاجتماعي الذي أوضح معالم طريق خدمة الفرد
1933 تم وضع أول تعريف لخدمة الجماعة والاعتراف بها 1935 خلال المؤتمر القومي للخدمة الاجتماعية. وفي 1937 ظهور قانون الضمان الاجتماعي
1946 الاعتراف بطريقة تنظيم المجتمع في المؤتمر القومي للمجتمع الأمريكي[9]
وفي عام 1948 وضع تعريف للخدمة الاجتماعية تناول طرقها الثلاثة وهو تعريف هربرت ستروب وهو أنها (فن توصيل الموارد المختلفة إلى الفرد والجماعة لإشباع حاجاتهم عن طريق استخدام طريقة علمية لمساعدة الناس على مساعدة أنفسهم).
تلا ذلك الانفتاح على التراث العلمي الاجتماعي وأخذت مناهج إعداد الأخصائيين الاجتماعيين تهتم بدراسة النظرية الاجتماعية وفي نهاية الخمسينيات أصبحت الخدمة الاجتماعية توصف بأنها وسيلة لحماية المجتمع وتقديم الخدمات العلاجية وأصبح هدف الخدمة الاجتماعية يصم ثلاث طرق أو مناهج أساسية في الممارسة وهي خدمة الفرد وخدمة الجماعة وتنظيم المجتمع.
3.    المرحلة الثالثة: ظهور الطرق المساعدة في الخدمة الاجتماعية خلال الستينيات والسبعينيات. شهدت فترة الستينيات العديد من المشروعات القومية للرعاية الاجتماعية بالولايات المتحدة تهدف إلى النهوض بالمناطق الفقيرة الاجتماعية وهكذا كانت بداية نشأة طريقة التخطيط الاجتماعي.
كذلك ظهرت طريقة البحث والإدارة في الخدمة الاجتماعية استجابة للظروف والمشكلات ونتيجة لازدياد عدد المؤسسات الاجتماعية أصبح من الضروري وجود طريقة تهدف إلى إدارة هذه المؤسسات بشكل علمي وهي طريقة الإدارة في الخدمة الاجتماعية.
4.    المرحلة الرابعة: المرحلة الحالية لمهنة الخدمة الاجتماعية وتبدأ من الثمانينات إلى وقتنا الحالي. وتتميز هذه المرحلة باستخدام الأسلوب العلمي المنظم للكشف عن مسببات المشكلات القائمة في المجتمع، وتتميز هذه المرحلة باتجاهات يمكن تحديدها فيما يلي:
·       التركيز على التفاعل بين الفرد والبيئة المحيطة به
·       الاهتمام بدراسة المجتمعات من حيث تركيبها العضوي ومن حيث حاجاتها
·       مراجعة الميثاق الأخلاقي للأخصائيين الاجتماعيين والذي يوجه السلوك المهني للممارس
·       أصبحت حقوق المواطنين حقوقا مقررة على المستوى الدولي والمحلي
وفي هذه المرحلة أصبحت الخدمة الاجتماعية تعتمد في تقديمها على عناصر أربع هي:
‌أ.        العميل: يعتبر العميل هو محور الخدمة. وقد يكون فردا أو جماعة أو مجتمعا سويا كان أو غير سوي. وتعتمد خدمة هذا العميل على ما وصلت إليه الخدمة الاجتماعية من مبادئ وأساليب العمل وما استفادته من العلوم الأخرى.
‌ب.   الأخصائي الاجتماعي: الأخصائي الاجتماعي هو المتخصص المهني الذي يقوم بالخدمة الاجتماعية. ويهدف التخصص في هذه المهنة إلى تزويد الأخصائي بالمميزات المهنية التالية:[10]
ü    أن يزود بالمعلومات الكافية عن الأفراد والجماعات التي يعمل معها.
ü    أن يزود بالمهارات للعمل الاجتماعي، وما تتطلبه تلك المهارات من إدراك وتطبيق لمبادئها وأساليبها.
ü    أن يزود بمجموعة من الخبرات المتصلة بطبيعة النشاط الذي يمارسه مع العملاء وهذه الخبرات تساعده على إدراك ما يتم من نشاط للأفراد أو الجماعات.
ü    أن يزود بالاتجاهات الشخصية الصالحة للعمل مع الناس كالمقدرة على حب الناس والرغبة في العمل معهم وتقدير ظروفهم، وضبط النفس والمحافظة على المواعيد وغيرها من الاتجاهات.
واكتساب هذه الصفات المهنية تستمد أساسا من ثلاث قوى رئيسية هي: الدراسة النظرية والتدريب الميداني والممارسة الفعلية بعد التخرج في مراكز التعليم المختلفة.

‌ج.    الخدمة: يقصد بالخدمة الخطوات المهنية التي تتم أثناء تقديم مساعدات موجهة للأفراد أو الجماعات. وتشتمل هذه الخطوات على (الدراسة والتشخيص والعلاج).

وتعتمد هذه الخطوات على مبادئ أساسية للعمل التطبيقي الذي يساعد الفرد على مواجهة مشكلاته، والجماعة على النهوض بقدرات أعضائها ومهاراتهم والمجتمع على المواءمة بين احتياجاته وموارده.
‌د.       المؤسسة: وتعتبر هي الميدان الذي تمارس فيه الخدمة، ولا يعني ذلك أن الخدمة لا تمارس إلا في المؤسسة الاجتماعية فقط، فقد انطلقت الخدمة الاجتماعية حديثا إلى الفئات المحتاجة إلى خدمة.
وتعمل المؤسسة الاجتماعية في إطار القيم والمستويات الاجتماعية السائدة في المجتمع وتستمد فلسفتها منها وتعمل على النهوض بها كما ترتبط باحتياجات المجتمع، باعتبار أنها الوسيلة لتحقيق مطالبه. ولا تهدف المؤسسة الاجتماعية لتحقيق كسب مادي حيث أنها تعتمد في وجودها ودعم كيانها إلى جهود الدولة والأهالي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الخدمه الاجتماعيه في مجال رعاية الأحدث

الخدمه الإجتماعيه فى رعاية الأحداث تمثل التنشئة الأسرية والبيئة الطبيعية للشريحة العمرية حتي الثامنة عشرة المظلة والحضن الواقي والمنيع ضد الشوائب والملوثات البيئية المحيطة كما أن الرعاية المجتمعية العلمية والنفسية التي تلائم متطلبات هذه الشريحة العمرية تقي الفرد والأسرة من أمراض وسلبيات التدهور الاجتماعي والانحراف السلوكي والاخلاقي الذي قد يصل إلي حد الجنوح والعصيان وارتكاب الجريمة في أحيان كثيرة؟ تعريف الحدث : الحدث هو كل ذكر أو أنثي لم يبلغ من العمر تمام السنة الثامنة عشرة بينما سن الرشد في القانون المدني هو 21 سنة. القانون الجزائي في الكثير من دول العالم اعتبر أن سن 18 سنة يمتلك الارادة والقدرة علي التفكير والتركيز والتمييز بين الخطأ والصواب أما الحدث المنحرف فهو كل حدث أكمل السنة السابعة من عمره ولم يبلغ سن الثامنة عشرة وارتكب فعلاً يعاقب عليه القانون. عموماً. يعتبر الحدث معرضاً للانحراف إذا وجد في حالات معينة مثل وجوده في حالة تسول أو أن يمارس عملاً هامشياً لا يصلح يكون وجدي للعيش أو أن يقوم الحدث بأعمال القمار أو الفجور أو المخدرات... حتي ولو كان يقوم بذلك لخدمة أناس آخرين...

مراحل تنظيم المجتمع

تنظيم المجتمع يرغب كل مجتمع في تنظيم نفسه واستغلال موارده المتاحة لأقصى حد ممكن، وتعتبر عملية التنظيم من المسؤوليات الكبيرة التي تقع على عاتق الممارسين التنمويين في داخل وخارج المجتمع، من أجل النهوض بالمجتمع اقتصادياً، واجتماعياً، وثقافياً، وفكرياً، وسنتناول في هذه المقالة مراحل تنظيم المجتمع التي تساهم في تكوين تنظيم مجتمعي نشط وفعّال. مراحل تنظيم المجتمع المرحلة التمهيدية تشتمل هذه المرحلة التعرّف على المجتمع من خلال معايشته وليس دراسته من الخارج، حيث تتضمن إمكانية التعرف على المجتمع عن طريق معرفة قيمه، وحدوده، ومعاييره، وجماعاته، وأصحاب السلطات فيه، والمشكلات، والحاجات، والموارد البشرية، والمادية المتاحة، كما تتضمّن المرحلة التمهيدية كسب ثقة الأهالي، وتكوين العلاقة المهنية، حيث يؤثر ذلك على مدى تقبل المجتمع لفكرة المنظم الاجتماعي، ونجد أنّ هذه المرحلة تنتهي من خلال عمليات تنظيم المجتمع، حيث يمكن أن تكون على شكل لجنة، أو مؤتمر، أو مجلس يجمع بين القيادات، والمنظمات الاجتماعية، والخبراء، وكلّ جهة يمكنها أن تساند طريقة تنظيم المجتمع. المرحلة التخطيطية تبدأ المرحلة التخطيطية بالمشاركة ا...

الطفوله في علم النفس

تعريف الطفولة الطفولة هي أول مرحلة من المراحل النمائيّة العمريّة التي يمرّ بها الإنسان، وتبدأ منذ لحظة الولادة وحتى سن البلوغ، ويتحدد معناها اللغوي بالفترة الزمنيّة بين ولادة الإنسان طفلاً حتى وصوله إلى مرحلة البلوغ،[١] ويشير معناها الاصطلاحي إلى أنّها إحدى مراحل عمر الإنسان الزمنيّة والنمائيّة الممتدة منذ لحظة الولادة وحتى مرحلة البلوغ،[٢] وفي قاموس علم الاجتماع تُعرّف الطفولة أنّها المرحلة أو الفترة من عمر الطفل، التي تبدأ حين ولادته وتنتهي بوصوله إلى ما يُسمى بالرشد، ولم يُحدّد هذا التعريف السن النهائيّ لانتهاء هذه المرحلة، إلا أنه ربط نهاية هذه المرحلة بالوصول إلى الرشد، ويكون تقدير ذلك بالعُرْف المجتمعيّ الذي يختلف باختلاف البيئات والثقافات.[٣] مراحل الطفولة في علم النفس يمر الإنسان في حياته بمراحل عمريّة متتابعة تتخللها سلسلة من التطورات النمائيّة تبدأ منذ ولادته مروراً بالمراهقة، والشباب، والكهولة حتى تنتهي بالوفاة، أما مرحلة الطفولة فهي مرحلة الارتكاز الأساسيّ في بناء الشخصية الإنسانية وأبعادها وأنماطها، ففهم هذه المرحلة ومعرفة خصائصها النمائيّة له أهميّة كبيرة في تكوين شخصية...